mercredi 27 septembre 2017

شيء من جلد ابن العربي في رحلته: 

 قال إمام الأئمة الحافظ أبو بكر بن العربي رضي الله عنه: (ودعت الضرورة أن أمشي راجلا من فيد إلى الكوفة؛ خمس عشرة مرحلة؛ لموت الجمال، ومعنا الكراء لو وجدنا الجمال، لكن الطاعون استولى عليها، ورمينا جميع ما كان معنا، ولم يبق علي إلا لباسي، وكنت أمشي مع أصحابنا الطلبة نتناظر ونتذاكر ونتسلى على الرجلة النهار كله، حتى إذا جاء الليل وقعت على اسم الميت، وأوقدنا النار، وقطعنا لحم أرجلنا، وكويناها بالشحم، وربطناها بالخرق، وكنت أضطجع وأقول: هذا مرقدي الذي يبعثني الله منه، وأنام، فإذا أصبحت وجدت خفة؛ وكأني لم أكن رجل البارحة، فإذا أخذت في المشي عادت قوتي، وتصلب لحمي الأحمر عند مشيتي، وكانت هذه عادتي في نهاري وليلتي).