mercredi 27 septembre 2017

هل يحتاج كتاب ترتيب المسالك إلى تحقيق جديد؟ 

فرح أهل العلم بخروج كتاب (المسالك) للإمام ابن العربي فرحا كبيرا، وهو في أصله رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنجزها الفاضلان الأستاذ محمد السليماني وأخته، وأثناء التردد على الكتاب كنت أقف على ما أعتبره من الأخطاء التي لا يخلو منها كتاب كيفما كان علم محققه، ومرت الأيام ووقع بيدي كثير من أصول مؤلفات ابن العربي، وفيها نسخة نفيسة من (المسالك)، وبحكم اعتنائي بكتبه كنت أرجع كثيرا إليه، وهالني أن كثيرا من تلك الأخطاء التي كنت أقف عليها من قبل لم تكن ناشئة عن أخطاء الطباعة أو راجعة إلى الذهول والنسيان، بل كثير منها مرده إلى سوء القراءة أو العجلة فيها، بل وكثير منها جاء على الصحة في نسختي من (المسالك)، وما أثبته المحققان تصحيف وتحريف لا معنى له، بل وفي كثير من تلك التصحيفات التي ظنها المحققان الحق الذي لا حق غيره كان يسعيان إلى تفسيره وشرحه، ولا يكون التصحيف تصحيفا حتى يفسر، وهذا جعلني أشك في أن المحققين قد رجعا إلى كل تلك النسخ التي وصفاها في تقدمة الكتاب، ولست أنكر فضل المحققين، ولكن ما ذكرته يستوجب الوقوف طويلا لتبين الأمر، وللإجابة عن السؤال الممض؛ هل يحتاج كتاب المسالك إلى تحقيق جديد؟