jeudi 16 novembre 2017

صدور سراج المريدين على موقع إسلام مغربي

http://www.islammaghribi.com/archives/2012-10-09-17-25-07/2012-10-09-17-26-24/7688-2016-12-14-11-33-13.html

samedi 11 novembre 2017

الصنعة الحديثية عند الحافظ الناقد أبي بكر بن العربي

عبد الله التوراتي

ندوة التراث الحديثي بالغرب الإسلامي

25 و26 أكتوبر 2017 بوجدة

https://www.youtube.com/watch?v=yosbHQK-CJM&t=57s

dimanche 15 octobre 2017

jeudi 12 octobre 2017

رسالة جوابية للإمام أبي الوليد الباجي

أجاب بها أحد رهبان فرنسة؛ بعد دعوته للمقتدر بالله بن هود أمير سرقسطة إلى الدخول في دين النصرانية وتزيينه لذلك، وزعمه أن دينه هو الحق المبين.


الكلام في حديث لا تُصِرُّوا الإبل 

 للإمام الحافظ أبي بكر بن العربي المعافري

النسخة كتبت بخط أندلسي مليح، عام 698هـ، وهي محفوظة بالخزانة العياشية بالمغرب.



samedi 7 octobre 2017

الجذور الأولى للمذهب المالكي في المغرب

  عمر الجيدي

مجلة دعوة الحق   العدد 273

"..إلى أن قامت دولة الأدارسة، فاتجهوا إلى المذهب المالكي، وذلك بأمر من المولى إدريس الذي دعا للأخذ به، واتباع منهجه، بعد أن جعله مذهبا رسميا للدولة، وأصدر أمره لولاته وقضاته بذلك.."

بدأت المذاهب الإسلامية تعرف طريقها إلى المغرب أوساط القرن الثاني الهجري، وازداد انتشارها في النصف الأخير منه، والمعروف تاريخيا أن المذهبين: الأوزاعي والحنفي كانا أسبق المذاهب دخولا إلى إفريقية (تونس) والأندلس، وظل المذهبان معمولا بهما في بلاد المغرب مدة من الزمان، إلى أن بدأ طلاب هذه البلدان يرحلون نحو المشرق، بقصد أخذ العلم وطلب الرواية عن فقهائه وعلمائه، وبما أن رحلتهم في بدايتها كانت – كما يؤكد ابن خلدون - مقصورة على الحجاز (1) وإمامها يومئذ هو الإمام مالك؛ كان من الطبيعي أن يتأثروا بهذا المذهب وبصاحبه، وهذا ما حصل فعلا...
لقد تحدثت كتب التاريخ والطبقات عن مجموعة من طلبة هذه البلاد، رحلت في منتصف القرن الثاني الهجري، فيها من أهل الأندلس: زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون، المتوفى عام 204 هـ على أشهر الأقوال، والذي يذكر الحميدي أنه أول من أدخل مذهب مالك إلى الأندلس (2)، وقرعوس بن العباس، والغازي بن قيس المتوفى عام 199هـ، وأبو عبد الله محمد بن سعيد ابن بشير بن شرحيل المتوفى عام 198هـ، ويحي بن يحيى الليثي المتوفى عام 234ه،، وأبو محمد عيسى بن دينار القرطبي المتوفى عام 212هـ وسعيد بن أبي هند في آخرين... وفيها من تونس: علي بن زياد صاحب الرواية المشهورة للموطأ، وأول مؤلف مغربي في المذهب المتوفى عام 183هـ، وابن أشرس الأنصاري، والبهلول بن راشد المتوفى عام 183هـ، وأبو علي شقران بن علي القيرواني المتوفى عام 186 هـ، وأبو محمد عبد الله فروخ الفارسي القيرواني المتوفى عام 176 هـ، وأبو محمد عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني المتوفى عام 191 هــ وأسد بن الفرات المتوفى عام 213 هـ وعباس بن أبي الوليد، وأبو خارجة عنبة بن خارجة الغافقي المتوفى عام 220هـ، وأبو محمد عبد الله بن أبي حسان اليحصبي المتوفى عام 229هـ، وأبو عبد الرحمن بن ثوبان الرعيني المتوفى عام 193 هـ، وأبو عون معاوية بن الفضل الصمادحي المتوفى عام 199هـ، وأبو عثمان المعافري، وزيد بن محمد الجمحي، وعمر بن الحكم اللخمي، وأبو القاسم الزواوي، وأبو الخطاب محمد بن عبد الأعلى الكندي، وعمر بن سمك ابن حميد، وأبو طالب الأبزاري، وأبو عبد الله بن زرارة، وأبو الحجاج الأزدي والحارق بن أسد القفصي، وعبد المومن بن المستنير الجزري، وعلى بن يونس الليثي، وغيرهم...وهؤلاء كلهم تتلمذوا لمالك وأخذوا عنه مباشرة، فلما عادوا إلى بلدانهم أخذوا ينشرون علمه وفقه بين الناس، وذلك للتدريس والفتيا والقضاء والشورى وغيرها من وظائف الدولة، فالتزموا مذهبه في الفروع والأصول والعقيدة، والسلوك، وترسموا مذهبه في التأليف، وطريقاه في الاستنباط والبحث، ولم ينتقل الإمام مالك إلى جوار ربه، حتى كانت مدرسة في الأندلس وافريقية من أقوى المدارس في المملكة الإسلامية وأشدها استمساكا بآرائه، وتعصبا لها، فازدهرت مدرسة قرطبة والقيروان، وصار لهما من الذيوع والشهرة ما فاق سائر المراكز العليمة في العالم الإسلامي أو كاد، وكان من الطبيعي أن تتزايد الرحلة إلى مالك، ويكثر عليه الإقبال، لأن من كان يجتمع بمالك، ويأخذ عنه، يرتفع في نظر الناس ويشرف فيهم، فتدفع هذه الرحلة من لم يرحل، إلى الاغتراب، ليحظى بشرف الأخذ عن عالم المدينة. ولم يكن هؤلاء الراحلون يهتمون فقط بنشر علم مالك وفقهه، وإنما كانوا حريصين على أن يصفوا من يصغوا وجلالة قدره، واقتداء الأمة به في سلوكه وأخلاقه، ما عظم به صيته بهذه الربوع (3) ودفع بعض الخلفاء إلى أن يأخذوا بمذهبه، ويأمروا الناس باتباعه، ويصيروا القضاء، والفتيا عليه، كما كان الشأن بالنسبة للخليفة الأموي، هاشم بن عبد الرحمن بن معاوية في الأندلس (4) وإدريس بن إدريس في المغرب الأقصى (5) والمعز بن باديس في تونس (6).
وفي هذا الظرف بالذات (أي أواخر القرن الثاني الهجري) كان مذهب الإمام الأوزاعي في الأندلس، قد أخذ يتخلى عن مواقفه، فاسحا للمدرسة المالكية، إذ لم يبق له من يناصره ويدافع عنه، إلا أفراد قليلون يأتي في مقدمتهم: الفقيه المحدث الراوية صعصعة بن سلام الدمشقي رائد المدرسة الحديثية في الأندلس، وشيخ المفتين بقرطبة(7)، مع جماعة كانت تحذو حذوه، وتنهج نهجه، وفي هذا السياق يذكر المقري في النفح ما نصه: "إن أهل الأندلس كانوا في القديم على مذهب الأوزاعي وأهل الشام منذ الفتح، ففي جولة الحكم بن هشام بن عبد الرحمن وهو ثالث الولاة بالأندلس من الأمويين انتقلت الفتوى إلى رأي مالك بن أنس وأهل المدينة، فانتشر علم مالك ورأيه بقرطبة والأندلس جميعا وذلك برأي الحكم واختياره.."(8)
وقد اختلف المؤرخون في أول ممن أدخل المذهب المالكي إلى الأندلس، ذهب ابن القوطية وتبعه السيوطي في البغية إلى أنه الغازي بن قيس، وذلك في خلافة عبد الرحمن الداخل (9) بينما يرى الجمهور أن أول من أدخله هو زياد ابن عبد الرحمن اللخمي المعروف بشبطون (10).
والجمع بين الرأيين ممكن، باعتبار أن الغازي بن قيس أول من أدخله، إلى أنه لم يشتهر ويذاع بين الناس على نطاق واسع، إلى بعد ما جاء زياد الذي تصدى لإقرائه وإسماعه الناس (11)...
أما في تونس فقد كان الغالب على أهلها في القديم مذهب الأحناف، إلى أن عاد طلبتها من رحلتهم العلمية، فأخذوا ينشرون مذهب مالك وفي مقدمتهم على بن زياد التونسي، الذي كان أسبقهم، وأكثر تأثيرا من غيره في نشر هذا المذهب، حتى ليقال: إن الفضل في نشر المذهب المالكي في تونس يعود إليه بالدرجة الأولى، وفي هذا يقول الشيخ محمد النيفر "وهذه المدرسة التي وضع لينتها على بن زياد وهي مدرسة مالك بن أنس، فهو الذي أدخل مذهبه هذه الديار المغربية وعرف به وشرحه للناس، وبين قواعده حتى اقتنعت به الأفكار، ولم يجتدبها إليه بسلطان ولا نفوذ(12)، ورأي النيفر هذا يؤيد ما ذهب إليه عياض في المدارك، فقد قال في حق على بن زياد هذا إنه "أول من فسر لأهل المغرب قول مالك ولم يكونوا يعرفونه، وقد كان دخل الحجاز والعراق في طلب العلم، وهو معلم سحنون الفقه" (13)...غير أن زيادا هذا لم يكن له من الطلاب من يحمل علمه، كما كان الشأن بالنسبة لغيره، لذلك ضاع علمه وانقطع أثره مباشرة بعد موته، فلم يهتم به الباحثون وينشروا خبره ويشيعوا سيرته بين الناس، رغم ما كان له من سيق في نشر المذهب المالكي، والدفاع عنه، وتبيين مزاياه لهم، يدل لذلك ما ذكره تلميذه سحنون عندما قال: "لو كان لعلي بن زياد من الطلب ما للمصريين ما فاقه منهم أحد، وما عاشره منهم أحد"(14).
وكان بالقيروان قوم قلة في القديم أخذوا بمذهب الشافعي كما دخلها شيء من مذهب داود الظاهري على غرار ما كان في الأندلس والمغرب، ولكن كان الغالب عليها مذهب مالك وأبي حنيفة، إلى أن جاءت دولة الأغالبة الذين مالوا إلى الأخذ بمذهب الأحناف، وأثروهم بالقضاء والرياسة، ثم العبيديون من بعدهم، حتى جاء المعز بن باديس عام 407هـ فحمل الناس من جديد على المذهب المالكي، قاضيا على الخلاف الذي كان محتدما بين المذهبين، ومن المؤكد أنه ما أختار إلى أنه كان أكثر انتشارا بين أهل تلك البلاد، وأهله إليه أميل (15) يقول مخلوف "وكانت بافريقية مذاهب الشيعة والصفرية والإباضية والنكارية والمعتزلة، وكانت بها من مذاهب أهل السنة مذهب أبي حنيفة النعمان ومذهب مالك فظهر له (أي المعز بن باديس) حمل الناس على التمسك بمذهب مالك وقطع ما عداه، حسما لمادة الخلاف بالمذاهب، واستمر بذلك الحال إلى احتلال العساكر العثمانية بافريقية" (16).
وإذا كانت بداية دخول المذهب المالكي إلى تونس والأندلس معروفة – كما رأينا – فإن الأمر بالنسبة إلى المغرب الأقصى على عكس ذلك، فالروايات في هذا الشأن متضاربة، ومحيط بها الكثير من الغموض، فهناك رواية تذهب إلى أنه دخل إلى المغرب أواخر القرن الثاني الهجري، بينما تذهب رواية أخرى إلى أن دخوله تأخر إلى أواسط القرن الرابع الهجري...ويقال إن أهل المغرب الأقصى قبل اعتناقهم للمذهب المالكي كانوا يتمذهبون بمذاهب مختلفة، من خارجية ومعتزلية وحنفية وأوزاعية وبعض النحل الجاهلية (17) إلى أن قامت دولة الأدارسة، فاتجهوا إلى المذهب المالكي وذلك بأمر من المولى إدريس، الذي دعا الناس للأخذ به؛ واتباع منهجه، بعد أن جعله مذهبا رسميا للدولة، وأصدر أمره لولاته وقضاته بذلك، وقد جزم صاحب كتاب الأزهار العاطرة أن إدريس كان هو أيضا على مذهب مالك وفي ذلك يقول: "وعلى مذهبه كان إدريس وجميع العلماء من أهل المغرب الأقصى بسبب تقليد إدريس لمالك وتحصيل كتابه الموطأ وحفظه له". (18).
وكان كتاب الموطأ أول كتاب حديثي دخل إلى المغرب الأقصى، أدخله عامر بن محمد ابن سعيد القيسي قاضي إدريس بن إدريس الذي سمع من مالك والثوري وروى عنهما مؤلفاتهم وقدم إلى الأندلس برسم الجهاد، ثم جاز العدوة فاستقصاه المولى إدريس (19).
والقول بأن إدريس كان على مذهب الإمام مالك أمر غير ثابت، إذ لم يصرح أحد من الأقدمين الذين اهتموا بتدوين ترجمة إدريس بذلك، ولقد تتوقف في ذلك الحلبي عندما قال: "فإن قيل على أي مذهب كان الإمام إدريس بن إدريس من مذاهب أئمة الهدى كالإمام الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وسفيان الثوري وسفيان بن عينية والأوزاعي وإسحاق بن راهوية وداود الظاهري، فمنهم المعاصر للإمام إدريس ومنهم من هو قريب العهد منه، قلت لم أر من تعرض لذلك ولا من ذكره من أهل التاريخ لقلة اعتنائهم بذلك، ولو كان على مذهب أحد منهم لذكر ذلك، ويحتمل أنه لم يعتنوا به كما تقدم، ويحتمل أنه كان إماما مستقلا مجتهدا لم يتقيد بمذهب أحد ممن ذكرككثير من الأكابر في ذلك الأوان من العلماء والمحدثين... إلى أن قال: والأقرب أنه كان على مذهب الإمام مالكأو سفيان الثوري بواسطة قاضيه المذكور (يعني عامر القيسي) ولأنه قرأ عليهما وروى عنهما" (20)...ويروى أن سبب انتصار إدريس بن إدريس لمذهب مالك، واقتصاره عليه دون غيره، وأمره لولاته وقضاته باتباعه، هو رواية مالك في الموطأ عن جده عبد الله الكامل وفتياه بخلع أبي جعفر المنصور العباسي، وبيعته لمحمد النفس الزكية، وعهده لأخيه إدريس الأكبر بالخلافة بعده، فكان مالك هو السبب في ولايتهم الملك، فقال إدريس نحن أحق باتباع مذهبه، وقراءة كتابه الموطأ، وأمر بذلك في جميع عمالته، هكذا يرى الشيح عبد الحي الكتاني (21).
وإذا كان المولى إدريس قد استطاع فعلا أن يوحد الناس على نذهب واحد، ويقضي على التفرقة المذهبية التي كانت سائدة فإن عمله هذا يبقى محدودا إذا عرفنا أن المنطقة التي كانت سائدة فإن عمله هذا يبقى محدودا إذا عرفنا أن المنطقة التي كانت خاضعة للنفوذ الإدريسي هي منطقة محدودة، والجزء الأكبر من المغرب ظل في منأى عن السيطرة الإدريسية، على أننا إذا تخطينا الجهد الذي قام به إدريس في نشر المذهب المالطي والدور الذي كان لقاضيه القيسي في ذلك واتجهنا إلى مركز الإشعاع الثقافي المتمثل في جامع القرويين، أمكننا أن نجزم بأن الفضل في انتشار المذهب المالكي يرجع إلى هذا الجامع، لأنه منذ تأسيسه سنة 245 هـ وهو يقوم بخدمة هذا المذهب، وذلك بما خرجه من علماء كان لهم الأثر الحاسم في نشر مبادئه بين المغاربة، ثم تعزز بوفود نخبة من العلماء الذين وصلوا إلى المشرق وعادوا يعلمون، أمثال: أبي هارون البصري الذي كان أول من أدخل كتاب ابن المواز، وأحمد بن فتح المليلي، ودراس بن إسماعيل المتوفى عام 357 هـ، الذي يذكر الرواة أنه أول من أدخل مدونة سحنون إلى المغرب وبواسطته انتشر المذهب المالكي في المغرب وذاع (22) وللحديث بقية..

 http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7081

--------------------
1) المقدمة ص 245ط: الخيرية
2) جذوة المقتبس ص 218   
3) النفح 2/46.    
4) المدارك 1/27.    
5) الأزهار العاطرة ص 130
6) شجرة النور ص 129 التتمة وطبقات الأعيان 5/233.
7) جذوة المقتبس 38 وتاريخ علماء الأندلس 337 وقضاة الأندلس 78 .
8) نفح الطيب 3/230 وكان على المقري أن يقول في عهد هشام لا  الحكم
9) تاريخ افتتاح الأندلس ص 58.         
10) انظر المدارك 3/117 ونفح الطيب 2/46 وجذوة المقتبس2/46       
11) ولعل هذا يفهم من قول المقري "وهو أي زياد أول من      
الأندلس مكملا متقنا" انظر النفح 2/46.                                       
12) مقدمة كتاب موطأ زياد ص 36.
13) المدارك 3/80.
14) المدارك 3/82.
15) البيان المغرب 1/268 وشجرة النور الزكية أدخله إلى   ص 129   التتمة.
16) شجرة النور ص 129 التتمة.
17) الأزهار العاطرة ص 130 والاستقصا 1/138  والدرر النفيس ص 248 والأنيس المطرب 1/34 والنبوغ المغربي ص 48.   
18) الأزهار العاطرة ص 130.
19) الدرر النفيبس ص 248
20) الدرر النفيبس ص 248
21) التراتيب الإدارية 1/8

mardi 3 octobre 2017

تاريخ نص الفَصْل في الملل والنحل لابن حزم

تأليف الدكتور سمير قدوري


https://ia801500.us.archive.org/31/items/a913n/a913n.pdf

lundi 2 octobre 2017

المرآة في السبع القراءات

لابن رشيق المرسي



مختصر ترتيب المدارك

لابن حماده السبتي


(برنامج السراج)؛

وهو فاتحة سراج المريدين وطالعته، وتقدمته وتكرمته، نبَّهنا فيها على جليل عِلْمِه، ونبيل فهمه، تشريفًا لمصنِّفه، وتعريفا بمصنَّفه.

صنعه الدكتور عبد الله التوراتي


dimanche 1 octobre 2017

زمام الفقهاء المدرسين بفاس في مطلع القرن الرابع عشر الهجري

من كناش الفقيه الحافظ الشريف سيدي عبد الحي الكتاني رحمه الله

وهم على ثلاث طبقات.




المسألة المسترشدية مع ما انضم إليها في الأذان

للفقيه العلَّامة الإمام أبي الحسن عبَّاد بن سِرحان الشاطبي

دراسة وتحقيق الأستاذ يونس بقيان

منشورات دار الحديث الكتانية

1438/2017


jeudi 28 septembre 2017

نسخ سراج المريدين1:

من النسخ المعتمدة في تحقيق سراج المريدين لأبي بكر بن العربي؛ نسخة بلغت الغاية في الإجادة والإتقان، كتبت بخط أندلسي مليح عتيق، تكاد حروفها وكلماتها تنطق بالحق؛ لجلالة ناسخها، وفرادة كاتبها، وهي من محفوظات مكتبة دير الإسكوريال بإسبانيا، ولعلها من جملة كتب الحافظ ابن رشَيد السبتي المتوفى عام 721هـ.


التكملة لكتاب الصلة

للمحدث العلامة أبي عبد الله بن الأبار البلنسي

وهذه النسخة كتبت لأمير منورقة أبي عثمان سعيد بن حكم، كتبها له المحدث الضابط ابن الجلَّاب، وذلك في عام 661هـ، وتحت طرة العنوان تقييد بذلك كتبه الفقيه محمد بن أبي بكر التلمساني، شهر بالبُرِّي.

ثم صار الكتاب إلى ابنه الأمير حكم بن سعيد.

والنسخة من نوادر الخزانة الحسنية بالمغرب، وقد صوَّرها محافظ الخزانة الحسنية العلامة الدكتور أحمد شوقي بنبين للدكتور بشار عواد معروف واعتمدها في نشرته للكتاب.

 

الفرائد المرويات في فوائد الثلاثيات

مما ألفه الفقيه العلامة المحدث أبو عبد الله ابن الحضرمي المروي، وهو كتاب في شرح ثلاثيات الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وفيه فوائد عديدة، وأسانيد كثيرة، وتعريف بمشيخة الحديث بالمغرب والأندلس، وقد طبع الكتاب طبعة سقيمة، لا أثر فيها للاعتناء والتحقيق. 



mercredi 27 septembre 2017

شيء من جلد ابن العربي في رحلته: 

 قال إمام الأئمة الحافظ أبو بكر بن العربي رضي الله عنه: (ودعت الضرورة أن أمشي راجلا من فيد إلى الكوفة؛ خمس عشرة مرحلة؛ لموت الجمال، ومعنا الكراء لو وجدنا الجمال، لكن الطاعون استولى عليها، ورمينا جميع ما كان معنا، ولم يبق علي إلا لباسي، وكنت أمشي مع أصحابنا الطلبة نتناظر ونتذاكر ونتسلى على الرجلة النهار كله، حتى إذا جاء الليل وقعت على اسم الميت، وأوقدنا النار، وقطعنا لحم أرجلنا، وكويناها بالشحم، وربطناها بالخرق، وكنت أضطجع وأقول: هذا مرقدي الذي يبعثني الله منه، وأنام، فإذا أصبحت وجدت خفة؛ وكأني لم أكن رجل البارحة، فإذا أخذت في المشي عادت قوتي، وتصلب لحمي الأحمر عند مشيتي، وكانت هذه عادتي في نهاري وليلتي).

مناجاة رسول الله عليه السلام: 

قال إمام الأئمة أبو بكر بن العربي رضي الله عنه: ويعقب الحج الهجرة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، والوقوف ببابه الكريم، ومناجاته على قرب، والتعرف بروضته المقدسة، قال علماؤنا هم أحياء، يعلمون الداخل والخارج، وقال ابن العربي في روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولقد وصلت إليها والحمد لله، وأشرفت من الثنية، ورأيت النور ساطعا إلى السماء بفضل الله، وصليت في الروضة، وناجيت الرسول وحدي ليلا من جهة رأسه، وتسميت له، وتشفعت به، فنسأل الله الذي يختص برحمته من يشاء، ويمن على من يشاء من عباده، أن لا يجعل ذلك عناء، ولا يصيره هباء، بفضله ورحمته.

كتب (القبلة) لمالكية المغرب: 

قد علم الخلاف الكبير في شأن القبلة وما جرى عليه المغاربة في محاريبهم؛ ولكل نظره الخاص الذي ينصره؛ ولكن هناك كتب لم تعرف، أو لم تذكر في كتب التراجم رأيت ذكرها لتعلم، وهي: 

1- رسالة في القبلة للإمام ابن أبي زيد القيرواني، وهي من أواخر مؤلفاته، ولم يذكرها له من ترجمه من السالفين والخالفين، ذكرها له أبو علي المتيجي في دلائل القبلة. 

2- كتاب القبلة للداودي -شارح البخاري-، وهو أيضا من الكتب التي لم يذكرها له من ترجمه، وذكره له أبو علي المتيجي، وجلب كثيرا من نصوصه، ونقد غالبها. 

3- كتاب القبلة لأبي الفضل بن النحوي التوزري، وهو كتاب حافل في فنه، ولكن بناه على الهندسة، فقل من يفهمه، ذكره أبو علي المتيجي وأفاد منه. 

4- دلائل القبلة لأبي عبد الله المتيجي، وهو من شيوخ القاضي عياض، ذكره عرضا في الغنية، وفي كتابه ما يدل على عظم شأنه عند المرابطين، وفيه حديث نادر عن مساجد المغرب الأول، ومساجد الخلفاء بالقصور، واعتنائهم بتحري القبلة فيها. 

5- كتاب القبلة لأبي علي الهسكوري: وهو مختصر من كتاب المتيجي، له نسختان بالخزانة العامة بالرباط، وطبع ببرشلونة عام 1420هج. 

وهناك تقاييد كثيرة في القبلة لم أشأ ذكرها، وغالبها للمتأخرين من علماء فاس وفقهائها، هذا الذي ظهر لي والله أعلم.

أنوار الفجر في مجالس الذكر

من الكتب التي فجعت الأمة المسلمة به، فضياعه حسرة وأية حسرة، أملاه الإمام ابن العربي في عشرين سنة ونيف، وهو أصل كثير من كتبه، ومنه استخرج (الأحكام)، و(السراج)، و(الناسخ والمنسوخ)، وظهر لي أنه صنفه على الأبواب، وجعله كتبا، وكثير من الكتب التي يذكرها القاضي هي من مباحثه ومطالبه، وهو كتاب وسيع لم يعرف في الإسلام مثله، ولا اسطاع أحد أن يقاربه، بله أن يجاوزه، والله ثم والله ما اكتحلت عين عالم بمثله، وهو مفخرة الإسلام، وبه وبأمثاله تعلو هذه الأمة على غيرها من الأمم، خصلة شريفة، ودرة منيفة، ركن قائم، وعز دائم، ويكفيك تنبيها على مكانته، أن من آيات الكتاب الحكيم ما جعل تفسيره في سفر ضخم، ينوء بحمله أولو القوة وذوو المرة، ومن غرائب ما تضمنه تفسير قوله تعالى: (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين)، قال القاضي: (قد جمعناها ألف آية، وأمليناها عليكم في أنوار الفجر مجردة، لمن يريد الاعتبار بها)، فيا لله، ما هذا العجب؟ وما هذا العلم الذي يبلغ بصاحبه أن يملي في كلمة من آية ألف نكتة؟ ما علمنا هذا في طوق البشر؛ إلا أن يكون من الملهمين المفهمين، (يوتي الحكمة من يشاء)، فرحم الله القاضي، ورحم الله فنونه وعلومه.

 

(تفسير المشكلين)

من أوسع كتب الإمام أبي بكر المعافري هذا الكتاب، وهو مصنف جعله الإمام لبيان ما أشكل على الناس من كلام الله تعالى وكلام نبيه عليه السلام، ولم يجعله خاصا بفن من الفنون، بل ضمنه مسائل الاعتقاد والفقه، وهو من أوائل مصنفاته، ونثر كثيرا من مسائله في (الأمد الأقصى)، (والمتوسط في الاعتقاد)، (وأحكام القرآن)، (والعارضة)، وغيرها من مصنفاته الكبار، ولم يمله كما فعل في كتبه اللاحقة، خصوصا (أنوار الفجر)، بل صنفه كما صنف أوائل كتبه، فأحكم مباحثه، وعقد أبوابه، ونبه فيه على مزالق المتكلمين في القرآن من غير إحكام لعلوم التنزيل، خصوصا المفسرين، وأهل اللغة، وضعفة المتكلمين، وقد وقفت على أوراق أحسبها منه، وهو غاية في التحقيق والتحرير، مع طول النفس، وفي رده يستوفي الأقوال ويحصيها، مع ضم النظير إلى نظيره، والشيء إلى مشاكله، والفرع إلى أصله، يسر الله الوقوف عليه تاما مكملا، لتطمئن به أفئدة الموحدين، وتسخن منه أعين المشككين، آمين يا رب العالمين.

كتاب (الأنبياء) لابن العربي

من أكثر ما اعتنى به الإمام ابن العربي تنزيه مقام النبوة عن مطاعن الملاحدة وأباطيل جهلة المفسرين، وقد تتبع مواطن الزلل التي كانت موضعا لبث جهالات تقدح في عصمة الأنبياء، ومنها روايات كثيرة تروج في كتب المفسرين والمبطلين، وتناول القاضي هذه القواصم بالبيان والنقد والنقض في كتبه الكبار، أغلب مادتها في (أنوار الفجر في مجالس الذكر)، ثم كتاب (المشكلين)، ثم كتاب (المتوسط)، وكتاب (المقسط)، ونثر فصولا منها في (العارضة)، و(القبس)، و(المسالك)، وجعل لها كتابا مفردا لما طعن به على نبينا سيدنا محمد عليه السلام، وهو (تنبيه الغبي على مقدار النبي)، ويكثر ابن العربي في مصنفاته من ذكر كتاب (الأنبياء) والإحالة عليه، وبعد نظر ظهر لي أنه باب من أبواب (أنوار الفجر)، وقد نبهت من قبل على أن (أنوار الفجر) مصنف على الأبواب، ويعبر بالكتاب عن الباب، والله أعلم.

هل يحتاج كتاب ترتيب المسالك إلى تحقيق جديد؟ 

فرح أهل العلم بخروج كتاب (المسالك) للإمام ابن العربي فرحا كبيرا، وهو في أصله رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنجزها الفاضلان الأستاذ محمد السليماني وأخته، وأثناء التردد على الكتاب كنت أقف على ما أعتبره من الأخطاء التي لا يخلو منها كتاب كيفما كان علم محققه، ومرت الأيام ووقع بيدي كثير من أصول مؤلفات ابن العربي، وفيها نسخة نفيسة من (المسالك)، وبحكم اعتنائي بكتبه كنت أرجع كثيرا إليه، وهالني أن كثيرا من تلك الأخطاء التي كنت أقف عليها من قبل لم تكن ناشئة عن أخطاء الطباعة أو راجعة إلى الذهول والنسيان، بل كثير منها مرده إلى سوء القراءة أو العجلة فيها، بل وكثير منها جاء على الصحة في نسختي من (المسالك)، وما أثبته المحققان تصحيف وتحريف لا معنى له، بل وفي كثير من تلك التصحيفات التي ظنها المحققان الحق الذي لا حق غيره كان يسعيان إلى تفسيره وشرحه، ولا يكون التصحيف تصحيفا حتى يفسر، وهذا جعلني أشك في أن المحققين قد رجعا إلى كل تلك النسخ التي وصفاها في تقدمة الكتاب، ولست أنكر فضل المحققين، ولكن ما ذكرته يستوجب الوقوف طويلا لتبين الأمر، وللإجابة عن السؤال الممض؛ هل يحتاج كتاب المسالك إلى تحقيق جديد؟

فائدة في مؤلفات ابن العربي: 

 كتب ابن العربي التي لم يوقف لها على خبر كثيرة، والكتب التي يحيل عليها في كتبه لا تقل عنها، غير أن هناك أمورا تتعلق بها ينبغي التفطن لها؛ وأهمها: 1- كون الكتاب له أسماء عديدة؛ فكتاب (النيرين في شرح الصحيحين) له أسماء عدة، فهو (الكتاب الكبير)، و(شرح الصحيحين)، و(الصريح في شرح الصحيح)، و(شرح الحديث)، فلا ينبغي أن تعد كتبا مختلفة. 2- كون الكتاب جزءا من كتاب آخر، فبعض الكتب هي فصول من كتابه (أنوار الفجر) أو (النيرين)، ككتاب (الأنبياء) الذي يحيل عليه في (الأحكام). 3- وقوع التصحيف في بعض أسماء كتبه، فقد عد الدكتور السليماني (كتاب الأمر) من كتب القاضي، حمله على ذلك ما في المنشور من (القبس)، والصواب فيه: (الأمد)، وكثيرا ما تختلط الدال بالراء عند النساخ. وقد يضاف إلى ما ذكرنا أشياء أخرى وقواعد تعين على تبين ماهية مؤلفات ابن العربي، والله أعلم.

💐🌰تتمة تغريدات الأستاذ عبد الله التوراتي حول محاسن "سراج المريدين" للإمام ابن العربي المعافري رحمه الله:
68-‏من محاسن (سراج المريدين): حديثه عن ركب الحاج ببغداد، وموضع تجمعه وسيره، وما يعطى للأجناد التي تحرسهم.
69-‏‏‏ومن محاسن (سراج المريدين): حديثه عن نساء بغداد، وعفتهن، ومعرفتهن بالشعر، وما جبلن عليه من خلال السؤدد والشرف.
70-‏ومن محاسن (سراج المريدين): حديثه عن جود الأغنياء بالمشرق، وذكره لمواساتهم للعلماء والطلبة وأهل الديانة، وما لهم من الحرمة والتعظيم.
71-ومن محاسن (سراج المريدين): حديثه عن أدب عامة بغداد؛ من الفاميين والسقائين، وما خصوا به من المعرفة، وما رزقوه من خصال الخير والبر.
72-‏‏ومن محاسن (سراج المريدين): حديثه عن مآثر خواجا بزرك؛ وما بناه من المدارس، وما رتبه للعلماء من الأوراق والأرزاق، وتعظيمه للزهاد والعباد.
73-‏ومن محاسن (السراج): حديث ابن العربي عن وفاة والده، وغربته بين أهله وولده وجيرانه، وما لقيه من علماء بلده؛ مع حسدهم له، وعدم اعترافهم به.
74-‏ومن جود ابن الحداد الأصفهاني: فرضه للعلماء والطلبة أموال معلومة؛ على قدر رتبهم في العلم، ونثره للدنانير على عامة بغداد، في أطباق معدة لذلك.
75-‏ومن عجائب (السراج): ما ذكره من جود ابن الحداد، وفيه: فرأينا الطعام واحدا على كثرة الأطباق، وطعمها مختلف، ومعنا أبو حامد الطوسي وأخوه.
76-‏ومن مجالس التذكير التي حضرها ابن العربي مجلس ابن عبد الملك التنيسي، في مكة المعظمة، من صلاة العشاء إلى الفجر، في ليلة من ليالي دجنبر.
77-‏ومن فوائد (السراج): حديثه عن خروج أبي بكر بن داود الظاهري لتوديع أحد أصحابه، حتى بلغ إلى ذات عرق، ثم رجع، قال: (لأنه لا نية لي في الحج).
78-‏ومن فوائد (السراج): حديثه عن المجاعات، وأحكامها، وما يلزم الولاة والأغنياء في ذلك، ونقده لبخل الأندلسيين، واعتلالهم في ذلك بعلل باردة.
79-‏ومن فوائد (السراج): مناظرات ابن العربي للعلماء؛ كمناظرته لقدري في عذاب القبر، ومناظرته لابن عقيل في رؤية الله يوم القيامة، ومناظرته للسمرة.
80-‏ومن محاسن (سراج المريدين ): الاستقصاء في تتبعه للأقوال، ففي إحدى الآيات ذكر فيها خمسين قولا ووجها، مع التعليل والتدليل.

 

هذه مجموعة تغريدات الأستاذ عبد الله التوراتي حفظه الله حول تحقيقه لكتاب " سراج المريدين" للعلامة أبي بكر بن العربي المعافري رحمه الله جمعتها ليسهل تداولها بين الباحثين ومحبي التراث💐💐
🌰📌📌محاسن سراج المريدين:
قال الاستاذ التراثي:
1-صدر عن دار الحديث الكتانية كتاب (سراج المريدين) للإمام ابن العربي، في ستة أسفار، في قريب من ثلاثة آلاف صفحة، محققا على عشر نسخ خطية.

2-‏من النسخ التي اعتمدناها في تحقيق (سراج المريدين) نسخة عليها خط ابن العربي بالقراءة والسماع في رجب من عام 537هج، وهي من كتب الحافظ الكتاني.
3-‏قال الحافظ ابن دحية في سراج المريدين لابن العربي: (هذا الكتاب فيه علم جم، وهو من أعظم تواليفه وأجلها).
4-‏من النسخ الجليلة التي اعتمدناها في تحقيق كتاب (سراج المريدين) للإمام ابن العربي، كتبت عام 720 هج.
5-‏في (سراج المريدين) الكثير من الأحاديث والأشعار والحكايات المسندة، وفيه تراجم وأخبار لعلماء أخلت بذكرهم كتب التواريخ والطبقات.
6-‏من النسخ التي اعتمدناها في تحقيق (سراج المريدين)، كتبت في رمضان عام 596هج، ناسخها الإمام المقرئ ابن الفنكي القرطبي، نسخها بدار السنة بدمشق.
7-‏عول ابن العربي في سيرة الزهاد في (سراجه) على ثلاثة كتب؛ الزهد للإمام أحمد، و الزهد لابن المبارك، والزهد لهناد، وقال: (هذه أصح كتب الزهد).
8-‏على غير العادة عند العلماء في تآليفهم؛ ذكر ابن العربي مصادره التي أفاد منها في (سراجه)، وعد منها كتبا في الحديث والفقه واللغة ومسائل الخلاف.
9-‏وفي (سراج المريدين) ذكر لمدارس العلم، ومشاهد الذكر، ومعتكف الصالحين، وفيه من أخبار بيت المقدس وعجائبه الشيء الكثير، مما لا يوجد في كتاب آخر.
10-‏لم يكن ابن العربي راغبا في العودة إلى الأندلس، وذكر في (سراجه) أن سبب عودته بره بوالدته؛ فقد كانت حسرى باكية عليه، إذ لم يكن لها غيره.
11-‏ومن كتب الزهد المنتقدة في (السراج)؛ كتاب تنبيه الغافلين لأبي الليث، وسبل الخيرات لابن نجاح، والمصباح والداعي إلى الفلاح لنصر بن إبراهيم.
12-‏من رواة (سراج المريدين) لابن العربي ولده عبد الله، قرأه عليه عام 537هج، وقتل ولده هذا من قبل الموحدين عام 541هج، وثكله والده، وصبر عليه.
13-‏من رواة (سراج المريدين) أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حبيش، ويرويه عنه أبو الربيع سليمان بن سالم الكلاعي.
14-‏من المسائل التي قررها ابن العربي في (سراجه) مسألة القراءة بالألحان، وبين أثرها على القلب، وحكى عجائب القراء ببلاد المشرق، وذكر أسماءهم.
15-‏قال ابن العربي في (سراج المريدين) يصف وعاظ بغداد: (وعاداتهم ألا يرقى المنبر إلا عالم).
16-‏ومن طرائق الوعاظ ببيت المقدس أن يتحلق القرأة بالواعظ، ويتلون الآي مناوبة، كلما أراد الواعظ آية أو مقطعا أشار إلى أحدهم، وهكذا.
17-‏من الأخبار التي تفرد بها (السراج) حجة الإمام الدامغاني، وكل مصادر ترجمته تقول: (إنه لم يحج).
18-‏ومن طرائق الوعاظ التي ذكرها ابن العربي في (سراج المريدين) استعانة الواعظ ببعض الحاضرين لتمثيل كلامه بالحركة والفعل؛ حتى يراه الناس عيانا.
19-‏من محاسن (سراج المريدين) حصره للحديث الصحيح الوارد في الباب، كما فعل في أحاديث العلم، وأحاديث الجنة والنار، وأحاديث الصبر، وغيرها.
20-‏في (سراج المريدين): أكثر لباس أهل الأندلس الأغبر والأسود؛ لكثرة الأمطار والوحل، ثم لأنه من لباس أهل الصلاح، فزاحمهم فيه أهل اليسار؛ تشبها.
21-‏من الذين أعانوا ابن العربي في بغداد وأمدوه بالمال صاحبه ابن أبي حامد، وربما احتاج فباع كتبه وثيابه، ذكر كل هذا في (سراج المريدين).
22-‏وفي اسم (الغريب) ذكر ابن العربي غربة العلماء، وذكر غربة عدد من الرحالين؛ منهم: بقي بن مخلد، وابن موهب، والباجي، وشرح حكايته مع أهل الأندلس.
23-‏ومن محاسن (سراج المريدين) تبرئة الأنبياء مما نسب إليهم في تفاسير العلماء، وتنزيههم، وبيان مقامهم، وبيان خطأ جهلة المفسرين والمؤرخين.
24-‏من نسخ (سراج المريدين) واحدة كانت بخزانة القرويين؛ ولا ذكر لها في فهرس مخطوطاتها، رآها فيها علامة بيت المقدس خليل الخالدي رحمه الله.
25-‏أخرج ابن العربي (سراج المريدين) في إبرازتين اثنتين، الأولى عام 537هج، والأخرى بعد ذلك، والتي انتشرت بين الناس وأفاد منها العلماء هي الأولى.
26-‏من دلائل احتفال العلماء بكتاب (سراج المريدين) إفادتهم منه في علوم وفنون مختلفة؛ كالفقه، والعقيدة، والتراجم، والأدب، والحديث، والتصوف.
27-‏بلغ عدد المفيدين -بإحصائي- من (سراج المريدين) خمسا وخمسين عالما، وبلغت عدة الكتب التي وردت فيها تلك الإفادات خمسة وسبعين كتابا.
28-‏ومن طرائق ابن العربي في (السراج) عند التفسير تتبع مورد الكلمة في القرآن كله؛ آية آية، حتى بلغت عدة الآيات التي تتبعها في اسم المتقي 188 آية.
29-‏من مشاهدات ابن العربي في (سراج المريدين ): المنجنيق الذي ألقي منه إبراهيم عليه السلام، وذكر أنه وجد عنده عالم من العباد والمتبتلين.
30-‏وفي (سراج المريدين): حديث عن مدينة نابلس، وسبب تسميتها بها، وبعض علمائها، وحديث عن مناظرته ليهود السمرة، وذكر أنهم كالمجسمة عندنا.
31-‏وفي سراج المريدين الكثير من مجالس العلماء وفوائدهم؛ بمكة المعظمة، وبيت المقدس، وبغداد، ودمشق، والمنستير، وغيرها من قواعد العلم شرقا وغربا.
32-‏وكشف لنا تحقيقنا لكتاب (سراج المريدين) الكثير من التصحيف في أسامي العلماء، خصوصا في كتب البرامج والفهارس؛ كفهرس ابن خير، وفهرس ابن عطية.
33-‏ومن أمثلة التصحيف في طبعة (المسالك) التي كشفها (السراج): ألا يشرب من العدوة، صوابها: العروة، ولا معنى للعدوة أبدا، والغريب أن المحقق فسرها.
34-‏ومن تصحيف طبعة (المسالك) التي كشفها (السراج): إذا كان الطعام نهرا، صوابه: نهدا، بكسر النون، وهو الطعام الذي يتشارك فيه.
35-‏ومن تصحيف طبعة (المسالك) التي كشفها (السراج): أن يقدم الخبز قبل ذلك بيوم، صوابه: الخبر، ولا معنى لتقديم الخبز؛ لأن الحديث هنا عن دعوة الناس.
36-‏قال بعضهم: (ولا يكون التصحيف تصحيفا حتى يفسر)، وكل الذي قدمنا من أمثلة التصحيف الواقع في طبعة (المسالك) فسره محققه.
37-‏ولم نكتف في كشفنا لتصحيف طبعة المسالك بنسخ (سراج المريدين)، بل عولنا على نسخة عتيقة من ترتيب المسالك، فوجدناها مجودة، مع أن المحقق اعتمدها.
38-‏ومن تصحيف طبعة (العواصم) التي كشفها (سراج المريدين): بقية السلسلة، صوابه: بقبة، ولا أدري كيف وقع هذا لمحقق (العواصم)؟
39-‏ومن تصحيف طبعة (الأحكام) التي كشفها (السراج): فقام لأخذ الثناء بها، وكذلك هي في طبعة (الجامع) للقرطبي، صوابها: فقام أحد التناء بها.
40-‏ومن تصحيف طبعة بشار معروف من (فهرس ابن خير:ص375) الذي كشفه (السراج: 56/3): محمد بن إسماعيل بن الجباب الحميدي، صوابه: ابن الحباب الحميري.
41-‏ومن التصحيف في طبعة (العواصم) الذي كشفه (السراج): أبو القاسم بن المنفرج، صوابه: المنفوخ، والغريب أنه ذكره في الحاشية، وهو من أطباء مصر.
42-‏ومن التصحيف في طبعة (المسالك) الذي كشفه (السراج): إذا كان فقارا، صوابه: قفارا؛ وهو الطعام الذي لا إدام معه.
43-‏ومن التصحيف في ملحق (العواصم) الذي كشفه (السراج): اللينين للفريابي، صوابه: السنن، وقال المحقق: لعله كتاب اللينين، كذا قال؟!!
44-‏ومن التصحيف في ملحق (العواصم) الذي كشفه (السراج): تعليقة الخنجر، صوابه: تعليقة الخجندي، ولا أدري كيف وقع هذا الخنجر هنا؟ غريب جدا.
45-‏ومن التصحيف في ملحق (العواصم) الذي كشفه (السراج): عذر الدرر، صوابه: غور الدور، وقال المحقق في الحاشية: ويمكن أن تقرأ: عزر؟! ولا أدري ما هذا؟
46-‏ومن التصحيف في طبعة (طبقات الشافعية) للسبكي الذي كشفه (السراج): الحلي -بتسكين اللام- في أصول الدين، صوابه: الجلي، وهو من كتب الإسفراييني.
📌***وقد احتوى كتاب (السراج) على محاسن شتى وخلال كثيرة:
47-ومنها: اقتصاره على الحديث الصحيح والحسن. 48-ومنها: اشتماله على التفسير المصيب.
49-ومنها: التأويل القوي، والاختيار الجلي.
50-ومنها: الأمثال السيارة، والحكايات المختارة، والأشعار المستعذبة.
51-ومنها: أخبار العلماء، وفيه حديث كثير عن مشيخته. 52-ومنها: حديثه عن معاهد العلم بالمشرق.
53-ومنها: حديثه عن مجالس الزهاد والعباد.
54-ومنها: حديثه عن نفسه، وما جرى له مع مشيخة إشبيلية. 55-ومنها: حديثه عن والده ووالدته.
56-ومنها: حديثه عن أصحابه ومن رافقه.
57-ومنها: حديثه عن عوائد المشرق والمغرب.
58-ومنها: حديثه عن عامة بغداد، وعامة الأندلس. 59-ومنها: حديثه عن ركب الحاج ببغداد وصفة خروجه، وما يعطى للأجناد والعساكر التي تحرسه. 60-ومنها: حديثه عن قبور الأنبياء ومواضعهم وقبور الصحابة وغيرها.
61-ومنها: حديثه عن سيرة العلماء بمصر أيام تغلب العبيديين. ومنها: حديثه عن طرائق القراء في مساجد مصر وبغداد وبيت المقدس.
62-ومنها: حديثه عن شهداء بيت المقدس من العلماء والصلحاء. 63-ومنها: حديثه عن حلق العلم المختصة بالنساء ببيت المقدس. 64-ومنها: حديثه عن سبب عودته إلى الأندلس. 65-ومنها: حديثه عن الكتب التي سمعها وقرأها ونسخها. 66-ومنها: الكثير والكثير مما دوناه في تقدمتنا، وهي في سفر، وسميناها: (برنامج السراج).
[جمعها محبكم ومجلكم: محمد بن محمد علوان السوسي المغربي]
في يوم السبت25 ربيع الأول 1438ه
والحمد لله رب العالمين.

مشيخة ابن العربي الخراسانية

من أكثر مشيخة الإمام ابن العربي تأثيرا فيه مشيخته الخراسانية؛ فهم الذين فتحوا له باب النظر في العلوم الملية؛ الأصلين، ومسائل الخلاف، وذلك أنه نفذ إلى أغراض متفقهة خراسان؛ بلدة بلدة، واحتوى على معاقدها، فنظم شتاتها، وجمع شملها، ونظر إلى طرقها المشتركة، وطرائقها المشتبكة، ولا يعلم من حاول ما حاوله الإمام ابن العربي من متفقهة المغرب، فكانت هاته المشيخة رافعة له معلية، وما رفعه الله لا يضعه أحد من العالمين.

محاسن سراج المريدين:

ومن محاسن (سراج المريدين) اقتصاره على الحديث الصحيح والحسن، وميله عن إيراد الضعيف والباطل، إلا ما ندر، وقد بينت تلك الأحاديث التي أوردها ابن العربي وهي من جنس الضعيف، وعددها قليل، وقد بلغت عدة الأحاديث التي أوردها ما يقارب 2500 حديث، غالبها من الصحاح والحسان، وأكثر الإمام الحافظ من النكير على المؤلفين في الزهد والمواعظ والتصوف لتنكبهم عن الأحاديث الصحاح، وتعويلهم على الأباطيل والمناكير، ولا أعلم كتابا احتفل فيه مؤلفه فتجنب الضعيف كما فعل الإمام ابن العربي، وهي سابقة لم تعقبها لاحقة، وبقي هذا الفن -فن التذكير- مشرعا للمتزيدين، وبابا يدخل فيه ما لا سند ولا وزن له.

من فوائد (فهارس السراج): 

فهرس خاص بالأحاديث التي ضعفها الإمام ابن العربي، وغير قليل منها يصححه بعض المتأخرين، وابن العربي في تلك الأحكام إنما يذكر ما استقر عليه الأمر في عصره، وما تداوله الحفاظ في مجالسهم ومصنفاتهم، وفيه كثير من نظره الخاص الذي وافق فيه غيره من الحفظة النقدة، وهو غير معني بما صار إليه المتأخرون في تقويتهم لبعض تلك الأحاديث الضعاف، وقد بينا منهج ابن العربي في الحكم على الأحاديث في (برنامج السراج)؛ وهي تقدمتنا للكتاب.

من فوائد (برنامج السراج): 

الخبر عن خزانة الكتب بمكناس، وهي خزانة لم يقع التعريف بها في الكتب المتخصصة بتاريخ دور الكتب بالمغرب، ورغم استبحار الفقيه العلامة الإمام شيخ شيوخنا الشريف سيدي محمد المنوني المكناسي يرحمه الله فإنه لم يذكرها في كتابه (دور الكتب بالمغرب)، وهو سبق خصنا الله به وادخره لنا، وقد ذكرناها في (برنامجنا)، ونقلنا نصا مهما في التعريف بها؛ وعلة ذكرنا لهاته (الخزانة المكناسية) أنها احتوت على أصل من (سراج المريدين) عليه طرر بخط الإمام الحافظ النظار مولانا أبي بكر بن العربي، وقد ذكرنا هذا الأصل، وذكرنا مستقره ومنزله، وعرفنا بصاحبه، ثم ذكرنا فرعه الذي انتسخ منه، والحمد لله على نعمه وأفضاله.

من فوائد (برنامج السراج):

الحديث عن رواية الإمام ابن العربي لكتاب (إحياء علوم الدين)، وذكر إقراء ابن العربي للكتاب، وذكر من روى عنه (الإحياء) من تلامذته وخاصته، ورغم منع المرابطين من تداول الكتاب ومدارسته إلا أن ابن العربي ظل يقرئه ويسمعه، ومن المدن التي أقرأه بها مدينة قرطبة، بعد عام 530هج، وأقرأه بإشبيلية، وعن ابن العربي انتشرت كثير من كتب الإمام الغزالي، بل إنه أدخل إلى الأندلس نخبتها، وكثير من الكتب ينفرد ابن العربي بروايتها، وعنه انتشرت، ويظهر هذا جلالة الإمام أبي حامد عند القاضي أبي بكر، رحمهما الله ورضي عنهما.

(الصريح في شرح الصحيح): 

وهو شرح للإمام ابن العربي على صحيح أبي عبد الله البخاري، ويخلط الناس بينه وبين كتاب آخر له جعله مفردا لشرح الصحيحين، وهو كتاب (شرح النيرين؛ البخاري ومسلم)، وله أسماء عدة، منها: (شرح الحديث)، و(الكتاب الكبير)، وأفاد أهل العلم من (الصريح) على اختلاف مراتبهم وطبقاتهم، منهم: ابن أبي عزفة، وابن رشيد، وأبو زكرياء السراج، وغيرهم، وتوارد الناس على قول في شرط البخاري نسبوه إلى ابن العربي خطأ، وقد حققنا فيه وبينا عدم صحته في (برنامج السراج).

افتراء واختلاق: 

من كتب التراجم التي وردت بها ترجمة الإمام ابن العربي كتاب (بيوتات فاس) المنسوب لابن الأحمر، وهو في الحقيقة كتاب لقيط، تعاقب على تأليفه جملة من الناس، فيهم الطالب، وفيهم العامي، وضم في ترجمته للإمام ألوانا من الكذب والدس والافتراء، وأكثر ما ذكره مناقض للتاريخ ولواقع الحال، ويكفيه كذبا قوله: (إن كتاب العواصم سبب ثورة سفلة إشبيلية عليه)، وكتاب (العواصم) ألفه ابن العربي عام 536هج، وتلك الثورة كانت عام 529هج، قلت: يكفي هذا لبيان كذب ملفق تلك الترجمة الحاقدة على الإمام، والغريب أن بعض من اعتنى بالتاريخ نقلوها دون تحقيق أو نظر، وقد أفضنا في بيان كذبها ومناقضتها للواقع والتاريخ في (برنامج السراج)، وبينا سبب ثورة السفلة عليه؛ وأن ذلك كان بتحريض من أمراء السوء والفسوق بإشبيلية، لما ضيق عليهم الإمام ابن العربي الخناق راموا التخلص منه بتهييج العامة عليه، كما فعلوا بكثيرين، وقد شرح ابن العربي هذا في مقدمته لكتاب (سراج المريدين)، فلم يبق لأحد بعد كلام الإمام أي كلام.

(رحلة أبي بكر ابن العربي): 

كانت رحلة الإمام الحافظ رحلة محفوفة بكل ألوان المخاطر والحتوف، من أول خروجه من عدوة الأندلس، وما جرى له في البحر، ونجاته من الغرق، ومرة أخرى في مناظرته للباطنية، وأخرى في طريق عودته من الحج، بعد سيل جارف لم ينج منه كبير أحد، ومات أغلب الخلق، ويوم الدار؛ عند ما دخلت عليه داره، وأرادوا سفك دمه، فهدموا مسجده، وأحرقوا زواهر عمره من بنات أفكاره، وهي محن أربع، ولم يسلم من الخامسة، يوم سم من قبل أشياخ الموحدين، فمات شهيدا حميدا، وهكذا هو صاحب الهمة العالية، رحمه الله ورضي عنه.

(علم النظم؛ وهو القسم السادس من علوم القرآن): 

من الكتب التي ألفها الإمام ابن العربي كتاب في (علم النظم)، وهو قسم خامس من الأقسام التي جعلها لعلوم القرآن، ونظر فيه إلى المناسبة من أربع جهات؛ أولها: المناسبة بين الآي؛ مطلعها ومقطعها، وثانيتها: المناسبة بين السور، وثالثتها: المناسبة بين الآي المتشاكلة والمتناظرة في القرآن كله، ورابعها: المناسبة بين قصص الأنبياء، ولما لم يجد له حملة ختم عليه، ورده إليه، وجعله من قسم المضنون به على غير أهله، وقد كشف لنا عن هذا القسم -قسم النظم- كتاب (سراج المريدين)، ولم يسبق لعالم أن ألف كتابا في علم النظم من أول القرآن إلى خاتمته كما صنع الإمام، فكان هذا الفن من أوليات الإمام ابن العربي، ومما اختص به دونا عن العالمين.

(التأريخ بالميلادي في سراج المريدين): 

في كتب الأندلسيين خاصة تجد كثيرا من الحوادث التي أرخها أصحابها بالتأريخ الميلادي، ولا يجدون غضاضة في ذلك، وعلى نهجهم كان الإمام ابن العربي، ولأن ذكر التاريخ الهجري لا يخدم غرضه استعمل بدله التاريخ الميلادي لأنه أدل على المراد، ففي ذكره لمجالس الإمام محمد بن عبد الملك الصوفي في مكة المعظمة؛ وحتى يفهم القارئ عنه، ذكر أنه حضر مجلسا له في الذكر والتضرع من صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، في ليلة من ليالي كانون الأول، وأطول ما يكون الليل في هذا الشهر، فلأن هذا التاريخ يظهر مقصده استعمله، ولم ير حرجا في ذلك.

(بيوتات فاس) المنسوب لابن الأحمر: 

بينا في تقدمتنا لكتاب (سراج المريدين) التي ترجمناها باسم (برنامج السراج) أن هذا الكتاب لا تصح نسبته لابن الأحمر، وأنه كتاب لقيط، تعاقب على الدس فيه والزيادة في حروفه وكلمه عدد من أشباه العوام، وأكثر من سعى إلى الترويج له هم المستشرقون الفرنسيون؛ لأغراض لهم معلومة، ووصف هذه الكراريس بالكتاب خطأ منهجي وعلمي صرف، وسوءة لا ساتر لها، وهفوة لا لعا لها، وهو تقييد مجهول، خلو من الخطبة والمقدمة، ومع ذلك اعتمده التاريخيون من أهل زماننا، وكان هذا الكتاب ملقى في زوايا الإهمال حتى جاء من رفع من قدره، وإنما قلنا ذلك لأن هذا الكتاب عمدة من يريد الطعن في الإمام أبي بكر بن العربي -رضوان الله عليه-، ولنا عودة إليه تبين زيف كثير من مضامينه التي اكتتبها واكتذبها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ضرورة إحياء التراث المغربي والأندلسي

بقلم: الدكتور حمزة بن علي الكتاني:

مر في الأمة الإسلامية أعلام بعد السلف الصالح كانوا أمة لوحدهم، درسوا، وألفوا، وقضوا، وجاهدوا، وألفوا منهاجا فقهيا ودينيا كاملا، بحيث كانت لهم مدرسة متكاملة الجوانب؛ عقيدة وتفسيرا وأصولا وفقها وتصوفا، وتربية ودعوة إلى الله تعالى...بحيث لولا تصريحهم بانتمائهم لمذهب من المذاهب؛ لصح أن يعتبر لكل واحد منهم مذهب مستقل...

وقد عرف في المشرق أعلام على هذه الشاكلة، يعتبرون روادا في الفقه الإسلامي، والفكر والفلسفة الشرعية؛ كأمثال ابن تيمية وابن القيم، وابن قدامة، والسيوطي وأمثالهم...اعتنى المشارقة بنشر كتبهم وعلومهم، والتعريف بهم وبجهودهم من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، وبلورة منهجهم التربوي والعلمي، بمختلف مناهجه ومداه وأبعاده...

كما برز في المغرب الإسلامي أعلام كذلك؛ موسوعيون، كتبوا والفوا، ودعوا إلى الله تعالى، وقضوا وشاوروا وجاهدوا في سبيل الله تعالى، ورحلوا وطافوا الدنيا في الجملة، واتسمت مؤلفاتهم بالإحاطة والموسوعية، بحيث يعتبر كل واحد منهم مدرسة متكاملة؛ كبقي بن مخلد، وابن حزم، والقاضي عياض، وعلي ابن القطان، وعمر ابن الزهراء، وأبي بكر ابن العربي المعافري...

غير أن هؤلاء الأعلام لم يحظوا بالعناية بنشر كتبهم والتعريف بها، وما اعتني به منها لم يحظ بالتحقيق المناسب، والدراسات الموسوعية، والدعاية العلمية بالقدر الذي حظي به إخوانهم من المشارقة، فجل هؤلاء ألفوا في التفسير والأصول والكلام والفقه بمختلف اختصاصاته، والدعوة إلى الله تعالى والتربية والتصوف...الخ، ولكن مناهجهم ومدارسهم لازالت تحتاج إلى الكثير من التعريف...ومن أهم أسباب ضعف الدراسات حول هؤلاء الأعلام أن جلها مشرقية، ومعتمدة على مصادر مشرقية، على أن كتابة المغربي في تراثه والتعريف به لن تكون أبدا ككتابة المشرقي؛ ضرورة أنه ابن المنطقة ومحيط بفلسفتها ومصادرها ومنابعها المعرفية أكثر من غيره...

وقد كنت تخصصت منذ نحو عشرين سنة وأكثر في تراث عائلة من العائلات العلمية، التي اتسم العديد من أعلامها بالموسوعية والتفرد والتفنن، والإتيان بالجديد المفيد؛ وهي: العائلة الكتانية، فقمت بنشر الكثير من تراثها والتعريف به، والدعوة إلى العناية به، وكتابة واستكتاب دراسات حوله، وكان ذلك في فترة التسعينيات من القرن الميلادي الماضي، في وقت كانت العناية بالتحقيق ونشر التراث والبحث العلمي فيه في بلادنا ضعيفة جدا، بل شبه منعدمة...

غير أنه بعد دخول الألفية الثالثة برز مجموعة من الشباب الباحثين، المتخصصين، الذين اعتنوا بالبحث العلمي ونشر التراث، فأنتجوا وكتبوا ونشروا، ثم ازدادت العناية مع منشورات وزارة الأوقاف المغربية - التي لا ينكر أحد سبقها لهذا الميدان منذ فجر الاستقلال - والرابطة المحمدية للعلماء بمختلف مراكزها المتشعبة في المغرب، ما جعل التراث المغربي يخرج ويعرف به بطريقة لم يشهدها المغرب من قبل، وكثر الباحثون المعتنون بنشر التراث، المتخصصون والمبدعون، وانتشرت كتبهم مشرقا ومغربا..زد على ذلك شغف المطابع ودور النشر المشرقية بنشر هذا التراث والتعريف به، نظرا لجدة مواضيعه، ومناهجه، ومصادره وموارده، بحيث أصبح الباحث المشرقي يجد قضايا جديدة، وأساليب مستجدة ومصادر لم يكن يسمع بها من قبل، في مختلف مصادر المعرفة، الأمر الذي من شأنه التأثير المباشر في قضايا البحث العلمي والشرعي والثقافي والتاريخي في العالم الإسلامي...

وكان لدار الحديث الكتانية، وراعييها: الأستاذ خالد السباعي والأستاذ محمد الشعار، دور مهم في نشر التراث المغربي والأندلسي على حد سواء، سواء المخطوط والمطبوع، بتبنيها منهج وقضايا واهتمامات حافظ المغرب وإمامه الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله تعالى، فأدخلت إلى عالم المعرفة، في المغرب خصوصا، أنماطا من البحث والتراث لم تكن معهودة من قبل؛ خصوصا ما يتعلق بتصوير المخطوطات النادرة وإعادة نشرها بخطوطها التي كتبها أصحابها؛ فنجد مجموع البوصيري، ورسالة ابن أبي زيد، ومسند الدارمي مصورة بأعتق نسخها، وبخطوط أكبر الحفاظ وأوثقهم؛ وهو الأمر الذي يعتبر دعاية هامة للكتاب والمكتبة المغربية، ودعوة للعناية بها والاستفادة من ذخائرها...

ومن ضمن الأعلام الذين حظوا بالتعريف بهم، ونشر تراثهم، وقامت دار الحديث الكتانية مشكورة بذلك: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله المعافري الأندلسي الإشبيلي ثم الفاسي وفاة وإقبارا؛ فقد نشرت - ومازالت تنشر - كتبه ومؤلفاته التي لم تكن نشرت من قبل، وجل الباحثين لم يطلعوا عليها، بل بعضها لم توجد له - بحسب البحث العلمي الراهن - سوى نسختين في العالم؛ كـ: "المتوسط في الاعتقاد والرد على أهل الزيغ والإلحاد"...فقد اعتمد فيه محققه الدكتور عبد الله التوراتي نسختين؛ إحداهما ناقصة، والأخرى تامة وعليها خط المؤلف القاضي أبي بكر ابن العربي رحمه الله تعالى...

ولا بد أن أنوه إلى أن "دار الحديث الكتانية" في عنايتها بنشر تراث هذا الإمام الكبير؛ وضعت تراثه بين يدين أمينتين، وعند باحث متخصص مثابر يقظ؛ هو الدكتور عبد الله التوراتي، المتخصص في الحديث النبوي، والباحث في التراث الأندلسي القديم، فخدم هذا التراث خدمة من طب لمن حب، وأصدر ثلاثة عناوين: "الأمد الأقصى في تفسير أسماء الله الحسنى"؛ طبع في مجلدين بالتعاون مع الدكتور أحمد عروبي، و"المتوسط في الاعتقاد"؛ في مجلد نفيس، وقريبا يصدر له: "سراج المريدين" في ستة مجلدات...وهذه الكتب كلها لم تكن نشرت من قبل، ولم يطلع عليها الأغلبية الساحقة من الباحثين والعلماء المتأخرين، وكثير من المتقدمين...

وقد اعتنى الدكتور التوراتي بمقابلة هذه الكتب على أصولها، وضبط نصوصها، وعزو آياتها، وتخريج أحاديثها، بل والرجوع إلى المصادر الأولى التي بنى عليها القاضي كتبه، وكثير من هذه الأصول فريد لا يوجد له في الدنيا سوى نسخة أو نسختين، فاستطاع بتوفيق الله تعالى، ثم إعانة قيمي الدار الوقوف عليها والإفادة منها، وتوضيح بناء نص المؤلف عليها سواء عزا أو لم يعز...

كما صدر هذه الكتب بدراسات واسعة، تبين قيمة الكتاب، وتضعه ضمن المنظومة المعرفية للمؤلف؛ فالقاضي أبو بكر ابن العربي كتب موسوعات شاملة، على منهج متكامل: كلاما وأصولا وتفسيرا وفقها وتربية وسلوكا، بحيث يعتبر صاحب مذهب ومدرسة متكاملة الأركان، فوضع المحقق تلك الكتب في مجالها المعرفي الذي شاءه لها المؤلف رحمه الله تعالى...

وكتاب "المتوسط في الاعتقاد"؛ هو كتاب فريد في بابه، تطرق فيه القاضي أبو بكر ابن العربي لجل أبواب العقيدة، تأصيلا، وتعريفا، وتحريرا، ومناقشة واستدلالا، وقد اعتمد في استدلالاته على أصول المتكلمين الأشاعرة، وكذا على مناهج أهل الحديث، فهو يدلل لكل أصل، ويعرف بمستنبطه من أين جاء، وينافح عنه من الكتاب والسنة، ويستخرج المفهوم العقلي الذي نتج عن تلك البنية المعرفية، وهو أسلوب بارع نتج عن خبرة القاضي بعلوم الكلام وعلوم السنة، التي تخضرم في دراستها بين المشرق والمغرب أثناء رحلته الواسعة للعراق والشام والحجاز ومصر والمغرب، ويحل الكثير من الإشكالات التي وضعها المنكرون على السادة الأشاعرة من جهة، ويقرب بين مدرستي الرأي والسمع من جهة أخرى...كما يرد على مختلف المدارس المبتدعة بالعلم والنظر والاستدلال، وبيان وجه فساد القول وبطلانه...

وقد صدر محقق الكتاب - كعادته - هذا الكتاب بمقدمة واسعة، استنبط فيها منهج المؤلف، ومصادره، وأثر كتابه، وأهم قضاياه وأبحاثه ومنهجه، ومن أفاد منه قديما وحديثا، كما استعرض ترجمة للمؤلف اعتنى فيها بإيراد ما لم ينشر من المصادر النادرة حوله، فجاء الكتاب بالجديد، وأفاد القاريء والباحث، وإنصافا للقول؛ فإن الدكتور التوراتي بهذه المادة الثرية التي أنتجها يعتبر باحثا متخصصا في القاضي أبي بكر ابن العربي، جاء بالجديد، وناقش من مضى، واطلع على ما لم يطلع عليه غيره فيه...وأي عمل يقوم به باحث في مجال القاضي أبي بكر ابن العربي عامة، وهذه الكتب التي أصدرها الدكتور التوراتي خاصة؛ لا يستقيم ولا يعتبر ما لم يطلع الباحث على هذه الأعمال التي قام بها الدكتور التوراتي، وهذه مسؤولية ملقاة على عاتق جامعاتنا ومعاهدنا العلمية؛ أن تنتبه للسرقات العلمية التي يمكن أن تسطو على هذه الجهود المهمة للأستاذ التوراتي، والتي هي نتاج بحث وكد وتعب، وعلاقات علمية نسجها وبناها لسنين...تستحق التكريم والاعتراف بها...

كما أنوه إلى أن دار الحديث الكتانية، أيضا، أصدرت ضمن مشروعها في إحياء علوم القاضي أبي بكر ابن العربي؛ كتابا آخر له؛ وهو: "الرسالة الحاكمة، في مسألة الأيمان اللازمة"، وهو عمل آخر يستحق التنويه والإشادة من محققه الباحث الأستاذ يونس بقيان، الذي عمل جهده وأتقن إصدار هذا الكتاب والدراسة له..ومازالت مجموعة في طريقها للظهور بإذنه تعالى..وفق الله الجميع، وأعاننا جميعا على خدمة تراث أعلام المغرب وأئمتهم في السابق واللاحق، ورفع ما يثار عن الكثير منهم من شبهات وجهالات...آمين..

ولا يسعني أخيرا إلا الإشادة بمجموعة من الأعلام الأئمة المتأخرين الذين يستحقون التخصص في تراثهم ونشره والتعريف به؛ لشموليته وأهميته؛ كمحمد بن الحسن الحجوي، ومحمد بن محمد الحجوجي، وأحمد بن الخضر العمراني، والطيب بن عبد المجيد ابن كيران، وأبي حفص عمر بن عبد الله الفاسي الفهري، ومحمد بن عبد السلام الفاسي الفهري، وعبد الرحمن بن محمد الفاسي الفهري، وعلي الحريشي، ومحمد بن قاسم جسوس، والدلائيين عامة، ومحمد بن أحمد ابن غازي العثماني، وأضرابهم من الأئمة في كل جيل..عدا علمائنا الكتانيين؛ كجعفر بن إدريس الكتاني، وابنيه محمد وأحمد، ومحمد بن عبد الكبير الكتاني وعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، ووالدهما عبد الكبير الكتاني، والطاهر بن الحسن الكتاني، ومحمد الباقر بن محمد الكتاني، ومحمد المنتصر بالله الكتاني...الخ، فكل واحد من هؤلاء مدرسة متكاملة تستحق البحث فيها والاختصاص...موسوعية، وشمولا، وخدمة للإسلام وقضاياه، وعفة للسان، واحتراما لأئمة السلف والخلف ومقدسات الإسلام...

وفقنا الله جميعا للخير وأعاننا عليه...والحمد لله رب العالمين...

طبقات الحفاظ لابن الدباغ: 

من كتب الأندلسيين في طبقات المحدثين ما صنفه الإمام الحافظ الناقد أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ المرسي، وكان من أعرف الناس بالحديث وأسماء الرجال وأزمانهم وثقاتهم وضعفائهم وآثارهم، ومن أشهر كتبه كتابه في طبقات الحفاظ، وهو في جزء، وقف عليه الذهبي وأفاد منه ورواه، وأفاد منه ابن عبد الهادي وغيره، وجعله في إحدى عشرة طبقة، بدأه بابن شهاب الزهري، وختمه بأبي طاهر السلفي، ومن الحفاظ الذين نص عليهم في كتابه الإمام الناقد أبو بكر بن العربي، وهو من شيوخه الذين لازمهم، ومن الذين طالعوه أخونا البحاثة الشريف خالد السباعي، وذكر أنه مكتوب بخط القسطلاني، ولابن الدباغ كتب أخرى منها برنامجه، وفيه العجب من مروياته، وأفاد من هذا البرنامج ابن الأبار في تكملته، توفي ابن الدباغ عام 546هج.

ثناء ابن دحية على سراج المريدين:

قال الحافظ أبو الخطاب ابن دحية: (كان القاضي أبو بكر محسودا في بلده، ويُنسب إلى ما لا يليق به، وهذا الكتاب فيه علم جم، وهو من أعظم تواليفه وأجلها).


السؤال عن سراج المريدين:

من العلماء العارفين بقدر السراج، واللاهجين بذكره، والمساعدين على إخراجه ونشره الأستاذ العلامة المحقق الدكتور سيدي أحمد شوقي بنبين؛ محافظ الخزانة السلطانية الشريفة، وقد يسر لنا نسخ السراج، وأمدنا بكثير من كتب الإمام أبي بكر بن العربي المخطوطة منها والمطبوعة، وله إسهام كبير في إخراج تراث ابن العربي؛ تشجيعا وبذلا، فحفظ الله شيخنا الحبيب وأجزل له المثوبة كفاء عونه وتيسيره.



برنامج السراج:

وهو مقدمته وفاتحته وطالعته، جعلناه مدخلا لعلوم السراج، وبينا فيه قانون معرفته، وأقطاب تكرمته، وجاء هذا البرنامج في قريب من 500 صفحة.


vendredi 22 septembre 2017

أضواء على المذهب المالكي بالمغرب الأقصى في عهد الأدارسة

الدكتور سلمان الصمدي

مجلة دعوة الحق يوليوز2017