mercredi 27 septembre 2017

افتراء واختلاق: 

من كتب التراجم التي وردت بها ترجمة الإمام ابن العربي كتاب (بيوتات فاس) المنسوب لابن الأحمر، وهو في الحقيقة كتاب لقيط، تعاقب على تأليفه جملة من الناس، فيهم الطالب، وفيهم العامي، وضم في ترجمته للإمام ألوانا من الكذب والدس والافتراء، وأكثر ما ذكره مناقض للتاريخ ولواقع الحال، ويكفيه كذبا قوله: (إن كتاب العواصم سبب ثورة سفلة إشبيلية عليه)، وكتاب (العواصم) ألفه ابن العربي عام 536هج، وتلك الثورة كانت عام 529هج، قلت: يكفي هذا لبيان كذب ملفق تلك الترجمة الحاقدة على الإمام، والغريب أن بعض من اعتنى بالتاريخ نقلوها دون تحقيق أو نظر، وقد أفضنا في بيان كذبها ومناقضتها للواقع والتاريخ في (برنامج السراج)، وبينا سبب ثورة السفلة عليه؛ وأن ذلك كان بتحريض من أمراء السوء والفسوق بإشبيلية، لما ضيق عليهم الإمام ابن العربي الخناق راموا التخلص منه بتهييج العامة عليه، كما فعلوا بكثيرين، وقد شرح ابن العربي هذا في مقدمته لكتاب (سراج المريدين)، فلم يبق لأحد بعد كلام الإمام أي كلام.